لماذا أقيل “المقدشي” وعين “العقيلي” بدلا عنه..؟ وهل لخطة معركة نهم الأخيرة التي سربت علاقة بذلك..؟ وكيف حصل “أنصار الله” على الخطة..؟
يمنات
لم يكن تعثّر القوات الموالية للرئيس، عبدربه منصور هادي، في جبهات نهم المختلفة وجبهة صرواح وجبهات صعدة والجوف، السبب الوحيد وراء الإطاحة برئيس هيئة الأركان في الجيش، اللواء محمد علي المقدشي، من منصبه، بل هناك أزمة ثقة تصاعدت بدأت قبل بين حزب “الإصلاح” والمقدشي، دفعت الحزب إلى المطالبة العلنية بالإطاحة به.
مطالبة “الإصلاح” بدأت عقب مقتل قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء عبدالرب الشدادي، الموالي لهادي في عملية نوعية نفذها مقاتلو “أنصار الله” بناء على معلومات دقيقة حصلوا عليها من قبل قيادات عسكرية موالية لهادي في مأرب مطلع أكتوبر الماضي.
تلى ذلك مقتل قائد اللواء 29 ميكا، العميد الركن حميد التويتي، وهو محسوب على المقدشي، في يونيو الماضي، أثناء تواجده في نهم، بعملية نوعية أيضاً، قالت مصادر في “أنصار الله؛ حينها إن المعلومات التي حصلت عليها كانت من قيادات عسكرية تابعة لـ”الإصلاح”.
الصراع بين المقدشي الذي أقيل من منصبه يوم أمس، وحزب “الإصلاح”، أخذ بالتصاعد خلال الأشهر الماضية، إلا أنه لم يتطور إلى صراع عسكري مثل ما حدث في تعز بين الفصائل المسلحة الموالية لهادي، والمدعومة من “التحالف”.
بل استمرت الحرب الباردة بين المقدشي الذي اتهم أكثر من مرة بالوقوف وراء تعثّر معركة صنعاء وحزب “الإصلاح”، حتى تم تعيين قائد اللواء التاسع في الجوف المقرّب من “الإصلاح” العميد ركن طاهر علي عيضة العقيلي، رئيساً لهيئة الأركان العامة بعد ترقيته الى رتبة لواء، كشف عن دور “الإصلاح” البارز في الإطاحة بالمقدشي، الذي وقف حجر عثرة أمام محاولات الحزب الذي يتواجد بكثرة في مدينة مأرب، والتي أصبحت المعقل الوحيد الآمن له منذ عامين ونصف. فاللواء العقيلي ينحدر من منطقة بني صريم في محافظة عمران، وقرار تعينه تم بضغوط مارسها “الإصلاح” على هادي.
خطة نهم
التغيير العسكري الطارئ في قيادة الجيش الموالي لهادي، جاء عقب فشل خطة هجوم أعدت لها القوات بتنسيق مباشر مع “التحالف العربي” لإحراز أي تقدم عسكري (شرق) صنعاء، إلا أن الخطة العسكرية التي اتسمت بالسرية تسرّبت إلى “أنصار الله” الذين عملوا على إفشالها.
مصدر عسكري مقرّب من “أنصار الله” أكّد لـ”العربي” أن القوات الموالية لهادي أجرت على مدى الشهرين الماضيين ترتيبات عسكرية كبيرة لهجوم عسكري واسع النطاق على عدد من جبهات نهم في محاولة منها لإحراز أي تقدم عسكري خلال أيام عيد الأضحى.
و كشف المصدر أن تلك القوات استعانت بـ7000 عنصر مقاتل عقائدي ينتمون للجهادية السلفية وحزب “الإصلاح”، بالإضافة إلى عدد من الألوية العسكرية التابعه لهادي والموالية لـ”التحالف”.
و وفقاً للمصدر، فإن المعلومات أفادت أن خطة الهجوم التي كانت تعتزم القوات الموالية لهادي تنفيذها ابتداء من أول أيام عيد الأضحى، أقرّها نائب الرئيس، الجنرال علي محسن الأحمر، واعتمدت على الهجوم المباغت من أربع جبهات، وكلّف اللواء إسماعيل حسن زحزوح، المعيّن من قبل هادي قائداً للمنطقة العسكرية السابعة، بالإشراف على العملية العسكرية.
و وفقاً للخطة المسرّبة، كلّف العميد محمد غالب السوادي، بالهجوم من الميمنة، وتم تعزيز قواته بـ 2000 مقاتل، وكلّفت تلك القوات وفق خطة الهجوم بالسيطرة على جبل الحمراء وتبة القناصين وتبة السلطاء والضبوعة والوصول إلى مفرق قطبين بعد ذلك إلى مفرق أرحب.
كذلك كلف العميد محمد عبد الله العذري، بالهجوم من الوسط، وتم تعزيزه بـ 2500 مقاتل، بالإضافة إلى أسلحة ومعدات عسكرية، وكلّف بالسيطرة على منطقتي الصافح الأعلى والصافح الأسفل وجبل الكحل وجبل المحجر، بهدف التقاء قواته بقوات الميمنة في مفرق أرحب.
و تم تعزيز جبهة الميسرة وفق التقسيم العسكري للقوات الموالية لهادي بـ2000 جندي، وكلّف العميد الموالي لهادي خالد حسين السميني، بالقيام بالمهمة والسيطرة على التباب السود وكوكبان وصولاً إلى منطقة المديد.
بدوره، كلّف العميد أحمد صالح البحش، بالقيام بتنفيذ هجوم “نسق ثانٍ”، وعزّز بـ1500 مقاتل من عناصر “الإصلاح” والسلفيين للسيطرة على نقيل بن غيلان.
إختراق “أنصار الله”
انعكست الصراعات التي تعيشها القيادات العسكرية الموالية للرئيس هادي والمسنودة من “التحالف العربي” إيجاباً على سير المعارك بالنسبة لـ”أنصار الله” التي تمكنت من اختراق صفوف تلك القوات.
و في أول أيام عيد الأضحى، هاجمت القوات الموالية لـ”أنصار الله”، المكان السرّي الذي كان يتواجد فيه العميد محمد علي الجرادي، قائد اللواء 81، الموالي لهادي والذي يعد من عناصر “الإصلاح” في مديرية صرواح، بقذائف مدفعية ما أدّى إلى مقتل وإصابة 11 من مرافقي الجرادي، وإصابته إصابة بالغة.
المعلومات العسكرية التي حصلت عليها “أنصار الله” من مأرب كانت من قيادات عسكرية كبيرة على خلاف مع اللواء محمد علي المقدشي، رئيس هيئة الأركان المقال، إلا أن المعلومات التي كانت سبباً في إفشال خطة الهجوم لم تكن الوحيدة. فالحالة الصراعية التي تعيشها القيادات العسكرية الموالية لهادي دفعت الكثير منها إلى تصفية القيادات المتصارعة معها بطريقة غير مباشرة.
معركة عمران
تعيين اللواء طاهر العقيلي، رئيساً لأركان الجيش الموالي لهادي خلفاً للمقدشي، لم يأتِ بناء على أي معايير أو إنجازات عسكرية حققها في جبهات الجوف التي اتسمت بالكر والفر، بل وفق معايير حزب “الإصلاح” وبضغوط شخصية مارسها الشيخ، حميد الأحمر، على هادي، يضاف إلى اعتبارات قبلية كون رئيس الأركان المعيّن ينتمي إلى قبيلة حاشد اليمنية.
بالإضافة إلى رهان “الإصلاح” على العقيلي بتحريك الركود الذي أصاب معركة صنعاء، يراهن الحزب أيضاً، على فتح جبهات جديدة في عمران في حال تحقيق أي تقدم في جبهات المصلوب في محافظة الجوف.
يبقى أن الإنجاز الذي حققته قوات العقيلي مطلع الشهر الماضي، والمتمثل بالتقدّم في جبهات مديريات المصلوب والاقتراب من جبال سليام الفاصلة بين محافظة الجوف من جهة، ومحافظتي صنعاء وعمران من جهة أخرى، لم يدم طويلاً، فقد تمكنت قوات “أنصار الله” من تحقيق تقدّم كبير في جبهة المصلوب، واستعادت المواقع التي سيطرت عليها قوات العقيلي الشهر الماضي في الغرب من مديرية المصلوب والتي تعد ملتقى لجبهتي المتون والساقية.
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا